الأحد، ٣٠ أغسطس ٢٠٠٩

هل تنضج السلفية المصرية "2"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده

وبعد

تحية لكم طيبة مباركة

بداي اعتذر عن الاسلوب فلست احسن الاسلوب السردي القصصي المتتابع الحلقات

وكتاباتي كلها بالاسلوب العلمي ذي النقاط المتتالية لذا فقارئ المقال يحتاج الى تركيز حتى يستوعب النقاط المتعددة في كل موضوع

كنت قد تحدثت قبل ذلك من قرابة الشهرين او يزيد عن الحركة السلفية المصرية واقعها – وماينبغي في وجهة نظري ان تكون عليه فكل عمل بشري انما يُبغَى فيه الكمال بقدر الطاقة

وبعيدا عن ملاحظاتي عن أسباب النشأة ودوافع الابتداء بتوجه كهذا

وبعيدا ايضا عن حقيقة انطباق التسمية على المسمى – وعن الوادي الذي نتحدث فيه والوادي المقابل الذي يغرد فيه اغلب مشايخ السلفية .. فاني اعاود القول فاقول هذا كلام يبتغى وجه الله واساله تعالى ان يجعله خالصا لوجهه

بغية ترشيد الصحوة الاسلامية عموما

وبرايي وهذه نقطة مهمة ان الحركة السلفية لو طورت من مضامينها الفكرية وعدلت من تصوراتها الحركية ستكون بحق بديلا مقنعا لحركة الاخوان المسلمين – واقول حركة وليس فكر لان فكر الاخوان برايي هو انضج فكر انتجته عقلية مفكري الحركة الاسلامية ورحم الشيخ الامام حسن البنا – أو ليصح القول ستكون بديلا مقنعا لكثير من الاخوان لخروج الاخوان عن النص قليلا

لنعود الى حديثنا عن السلفية " المصرية "

تحدثنا في السابق عن الجانب السياسي والجانب اجتماعي وتناولنا واقعهم ومواطن الضعف وماينبغي فيه التطوير

وحديثنا اليوم عن الجانبين العلمي والحركي التنظيمي

الاول : الجانب العلمي

بداية فالمدرسة السلفية المصرية مدرسة حديثية بحق بخلاف المدرسة السعودية التي هي في وجه نظري – وقد تتلمذت على يد مشايخ سلفيين من المدرستين – تنحو نحو الجانب الفقهي الاصولي اكثر

ايضا اسجل نقطة هنا :: ان المدرسة السلفية المصرية في رايي هي امتداد للمدرسة السعودية اليمنية " الوهابية – ومقبل الوادعي وبعض اصداء الفكر الجامي المتشدد وغيرهم " ولكن اعتقد ان الذين اخذوا التجربة البعض منهم زادها سوءا على سوءها

ويحمد حقيقة للسلفيين اهتمامهم بالجانب العلمي اهتماما بالغا – اتحدث على صعيد العلوم الشرعية وبصفتي متخصصا فيها اعتقد ان لهم جهدا مشكورا وان كان للاخوان جهودا اخرى قوية – اغلبها اجتهادات فردية - لكن لتشعب الاخوان وكثرة اذرعها ربما ذهب بريق هذا الامر عندهم

من النقاط المهمة ايضا في هذه المسالة التطور الفكري او التنمية الفكرية لمتناولي العلم الشرعي – ولست اعني هنا زيادة ثقافتهم انما اعني طريقة التفكير وكيفيةاستصحاب الاصول الشرعية في الايام الحالية ، ضوابط تنزيل النصوص وكيفية تنزيل النصوص على الوقائع الحالية ، أيضا عدم الجمود الفكري

واعتقد ان هذه النقطة هي مربط الفرس في الكلام عن الجانب العلمي

وللحق فاني اعرف بعض مشايخ السلفية من المتفتحين عقلا من يعمل الان ولا ادري هل انهى مشروعه على اخراج فقه جديد للامة الاسلامية فقه مبني على تصور واضح لمستقبل الامة منطلقا من واقعها السيء واحيي هذه الفكرة واسال الله تعالى ان يوفق صاحبها

خلاصة الكلام نريد من السلفيين ان يتجاوزوا نقطة الراي الواحد فهذه والله مهلكة لكثيرين ، نريد منهم ان يزيدوا نشر العلم الشرعي – فبرايي نشره واجب كفائي تعين عليهم – وايضا احترام المدارس الاسلامية الكبرى "الازهر الشريف

نريد منهم ايضا سعة الافق في تناول المسائل المحدثة والتي تحتاج الى استقدام القواعد الاصولية الفقهية لا الى الاكتفاء بالنصوص

فلم يكن لطيفا ابدا الخلاف على مسالة التصوير بالفيديو ثم تعديل المشايخ لفتواهم بعد ذلك لما خرجوا على الفضائيات

" مكنش ليها لازمة "

كذلك على سبيل المثال زكاة الفطر ففيها ضيق افق غريب ولست احمل احدا على راي انما اريد ان نسع الجميع بارائهم

الجانب الاخر

الجانب الحركي التنظيمي

لو عدنا مضطرين الى اسباب النشاة سنجد ان لها ابعادا في كلامنا عن التنظيم بداخل السلفيين فعلى قول القائلين ان "الامن هو صاحب الفكرة السلفية "سنجد ان التنظيميات لابد وان تكون بعيدة كل البعد عن السلفيين .

خلاصة الكلام حتى لانطيل

السلفيين عبارة عن خلايا صغيرة مفتتة يرأسها مشايخ كبار وتحتهم طلابهم وهكذا نزولا الى حديثي الانضمام في حلقات تشبه الى حد كبير – نظام الاسر الاخواني – كل شيخ يلزم تلاميذه بما يريد والتلميذ لايخرج عن طوع شيخه وهذا امر نسبي

وهذا جمود عجيب يؤدي الى كثير من المشكلات ويمنع التطوير عن الافراد اشخاصا او في العموم

وسمعت مؤخرا عن وجود مايشبه التنظيم بداخل السلفية السكندرية " المقدم و برهامي وغيرهما اكرمهم الله "

فلهم مسؤول وشيء من هذا القبيل وليس عندي زيادة معلومات عن هذا الامر وهذا برايي

نواة طيبة لو صحت

ان السلفيين قوة لايستهان بها الان في مصر ولكنهم لايقدرون انفسهم قدرها ويضيعون مجهوداتهم وتاثيرهم المجتمعي بتمزقهم واختلاف مشاربهم وعدم توحدهم تحت راية

وبرايي لو توحدوا لكن في الامور امور كما يقال

فما المانع ان تتم بيعة لاقل عدد من الافراد كبداية واخلصهم واصدقهم في الاتباع ويتم الاتفاق على نظام اساسي ولائحة داخلية واهداف عامة للحركة وتوجهات توضع وتدف بالحركة نحو التقدم وزيادة التاثير

لكن من الموانع لذلك تعامل بعض السلفيين مع الامن – هذا مشين عرفا وشرعا –

خلاصة القول

السلفيين الان هم كما يريدهم الامن والنظام

ونحن نريدهم كما يرديهم الله ورسوله

والله يوفقنا واياهم واياكم

وجزيتم خيرا

اخيرا ايها الاحباب اريد ممن يناقش ان يناقش بروح طيبة بعيدا عن التعصب لاي فريق فلسنا نطعن اونغمز وكلامنا محض استشارة مجانية لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد