الاثنين، ٣ ديسمبر ٢٠٠٧
تصدير ثقافة الراي الواحد
تصدير ثقافة الراي الواحد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد
كان الاسلام ولا يزال حريصا على حيوية ومرونة الافكار وانسيابيتها بين ابناء الامة وعهدم كبتها أو قتلها بدعوى السيطرة على فكرة معينة
أو منهجية معينة في التفكير
أو راي فقهي معين مادام ذلك كله في الاطار العام للدين
لم يخرج عما شرعه الله تعالى وبينه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحقيقة أيها الاحية كما أسلفت فان مبدأ الراي الواحد في القضايا الاجتهادية مرفوض في الاسلام
بل دائما ماكان الاسلام يسمح لأبنائه بتداول الاراء الكمختلفة تحت جناحه
" حادثة صلاة العصر في بني قريظة "
سبب هذا الكلام
أنا عشت نصف عمري تقريبا في بلاد الحجاز وتتلمذت بفضل الله على يدي بعض مشايخها
ولكن هناك أمر وجدته في هذه البلاد عند مشايخنا أولئك
هو ثقافة الراي الواحد ولا راي غيره
راجحا كان أو مرجوحا فاضلا أم أفضل
الراي راي هيئة كبار العلماء مثلا
هذه المنهجية المعينة في التعامل بمبدأ الراي الواحد ولا غيره
قتلت - حقيقة - عقولا كثيرة من أبناء السعودية
ولست هنا لأضخم الامر
ولعلي أذكر حادثة حدثني بها أبي - حفظه الله -
أن أحد زملائهم ف يجامعة الامام كان يحدثه عن راي هيئة كبار العلماء وقال له
" نحن ندنا هنا لاقول الا قولهم ولاراي غير ذلك "
وطبعا مما كرّس هذا الامر رعاية الدولة لهذا المنهج
مماولد مشايخ متخفين يفتون بآراء اخرى تخالف آراء المشايخ
واصبح طالب العلم مشتتا بين هؤلاء واولئك وكلهم أهل فضل وعلم
نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله تعالى احدا
ولو أن الدولة رعت مبدأ الراي والراي الاخر لكان خيرا لهم واقوم
المشكلة الان عندنا
تمثلت في استيراد فئام من بني قومنا لهذه الثقافة واجبار المجتمع على التعامل مع راي واحد
من غير مراعاة لاختلاف المشارب والثقافات
فهم يريدون حمل الناس على راي واحد
وتتعاظم المشكلة عندما يخطأ هؤلاء الراي الاخر ويبدعونه ...ونحوذلك
مع ان هذا الراي ما هو الاراي الجمهور في احيان كثيرة
حتى وان كان راي واحد من الفقهاء
لاينبغي أن يفرض الراي ويحمل الناس عليه حملا
- طبعا هناك استثناء -
اذا ما راى الامام رايا معينا في مسالة معينة وأوجب حمل الناس عليها
لا بد أن يلتزم الناس بذلك
لذلك أرجو أن يتسع أفق الجميع
لقبول الاخر
وليس هذا الاخر
دين آخر أو نحو ذلك
بل هوراي فقهي أو مسالة فقهية
نسأل الله تعالى الهداية والاعانة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد
أو منهجية معينة في التفكير
أو راي فقهي معين مادام ذلك كله في الاطار العام للدين
لم يخرج عما شرعه الله تعالى وبينه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحقيقة أيها الاحية كما أسلفت فان مبدأ الراي الواحد في القضايا الاجتهادية مرفوض في الاسلام
بل دائما ماكان الاسلام يسمح لأبنائه بتداول الاراء الكمختلفة تحت جناحه
" حادثة صلاة العصر في بني قريظة "
سبب هذا الكلام
أنا عشت نصف عمري تقريبا في بلاد الحجاز وتتلمذت بفضل الله على يدي بعض مشايخها
ولكن هناك أمر وجدته في هذه البلاد عند مشايخنا أولئك
هو ثقافة الراي الواحد ولا راي غيره
راجحا كان أو مرجوحا فاضلا أم أفضل
الراي راي هيئة كبار العلماء مثلا
هذه المنهجية المعينة في التعامل بمبدأ الراي الواحد ولا غيره
قتلت - حقيقة - عقولا كثيرة من أبناء السعودية
ولست هنا لأضخم الامر
ولعلي أذكر حادثة حدثني بها أبي - حفظه الله -
أن أحد زملائهم ف يجامعة الامام كان يحدثه عن راي هيئة كبار العلماء وقال له
" نحن ندنا هنا لاقول الا قولهم ولاراي غير ذلك "
وطبعا مما كرّس هذا الامر رعاية الدولة لهذا المنهج
مماولد مشايخ متخفين يفتون بآراء اخرى تخالف آراء المشايخ
واصبح طالب العلم مشتتا بين هؤلاء واولئك وكلهم أهل فضل وعلم
نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله تعالى احدا
ولو أن الدولة رعت مبدأ الراي والراي الاخر لكان خيرا لهم واقوم
المشكلة الان عندنا
تمثلت في استيراد فئام من بني قومنا لهذه الثقافة واجبار المجتمع على التعامل مع راي واحد
من غير مراعاة لاختلاف المشارب والثقافات
فهم يريدون حمل الناس على راي واحد
وتتعاظم المشكلة عندما يخطأ هؤلاء الراي الاخر ويبدعونه ...ونحوذلك
مع ان هذا الراي ما هو الاراي الجمهور في احيان كثيرة
حتى وان كان راي واحد من الفقهاء
لاينبغي أن يفرض الراي ويحمل الناس عليه حملا
- طبعا هناك استثناء -
اذا ما راى الامام رايا معينا في مسالة معينة وأوجب حمل الناس عليها
لا بد أن يلتزم الناس بذلك
لذلك أرجو أن يتسع أفق الجميع
لقبول الاخر
وليس هذا الاخر
دين آخر أو نحو ذلك
بل هوراي فقهي أو مسالة فقهية
نسأل الله تعالى الهداية والاعانة
مرسلة بواسطة صيد الخاطر في ٤:٥٤ م
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ١١ تعليقًا:
استيراد ولا تصدير
كدة انت بتتكلم عن الاستيراد
وأحسنت بارك الله فيك ولايتنافى اعتقاد رجحان قول مع ذلك ولكن الخطأ عندما يعتقد الإنسان ضلال وتبديع الآخرين لكون مذهبهم مرجوحا وأن يتم الموالاة والمعاداة على ذلك
والذي يعتقد أنه يجب حمل الناس جميعا على الراجح من وجهة نظره ليس على مذهب السلف
ربنا يكرمك يا عم محمد
ما كتبته ممكن يلخص في
دعوة لاستخدام فضيلة الفهم
ربنا يبارك فيك
قد يتسبب بعض الناس المستخدمين لهذا المنهج احيانا في التشكيك في مقولة ان الدين صالح لكل زمان ومكان
وان باب الاجتهاد ما زال مفتوحا لأهله
ربنا يسلم
دمت بكل ود وخير
جزاك الله خيراً على هذا المقال يا أيها الأخ الطيب ..
أعتقد أنه ينبغيعلينا-بل يجب- علينا..نحن المسلمين..تصدير ثقافة الرأي الواحد المستند إلى الكتاب والسنة ..
أقصد أنني هنا أسكن في مصر...لو قال لي عالم مصري قولا بغير دليل ..وقال لي في نفس المسألة عالم باكستاني بالدليل..فأنا أقبل الذي بدليل(وأنا أعرف أن هذا قصدك أيضا)...
لكن أعتقد أن الناس اعتادوا على نمط معين في الحياة ووصلتهم أحكام يصعب التنصل منها...لذا فلا يجب علينا أن نحملهم عن قولهم...إلى قولنا (مادام الأمر في دائرة الخلاف السائغ)..ويشهد لهذا إنكار الامام مالك على الخليفة لما أراد أن يحمل الناس على موطأه...
---نهايةً...
حبيبي في الله وأخي صيد الخاطر...
الحديث الذي استشهدتم به في موطن قبول الخلاف...
إنما يستشهد به على مسائل خلاف التنوع..(أي التي تكون كل الأقوال فيها صحيحة)..ويدل على أن كلا من القولين صحيح أن النبي-ص- لم ينكر على أحدهما..
أما أن يستشهد به في دائرة الخلاف السائغ...فهذا مما لا يصح -والله أعلم-
محبكم في الله/خالد
السلام عليكم
أود أن أبوح لك بشىء خفى فى صدرى
إنى أزداد لك احتراما يوما بعد يوم .. فأنا أجد فى كلماتك (منذ أن علقت على موضوعى الذى تناولت فيه علم الكلام) الكثير من الموضوعية ..أنا لا أذكر "الموضوعية" لاتفاقنا فى بعض الآراء .. بل لأنه واضح أن لك وجهة نظر مستقلة.. و تظهر مكوناتها فى مقالاتك
شىء آخر
عندما قرأت لك جملة قلت فيها أنك تحب علوم الحديث و أنك تجد نفسك معها شعرت بشعورين متناقضين .. أولهما أنى أوجست منك خيفة .. لأن خبرتى الشخصية مع المهتمين بالحديث من زملائى أنهم أهل نصوص و بعيدون عن النظر العقلى
ثانيهما .. أنى شعرت فيك بالقوة .. لأن علوم الحديث و التمكن فيها يعطى صاحبها مادة غنية جدا للفهم و الاستيعاب و الإبداع و التجديد
فانتظرت لعل الأيام تظهر ما يرجح أحدهما على الآخر
و أحمد الله أنى وجدتك على خير ما أظن كما هو واضح من محتوى التدوينة
و أسأل الله أن يزيدك من فضله
-----------
نأتى لموضوع التدوينة
أتفق معك تماما فى المبدأ و فى النتيجة
المبدأ و هو ضرورة تجنب أحادية الفكرة
و النتيجة هى ما يسلكه الكثير من العلماء المعاصرين من أهل الحجاز
رأيى الشخصى هو أن هؤلاء العلماء قاموا بإنتاج نتاج علمى ضخم (بغض النظر عن أحادية فكرته) و هم ليس لهم علينا نفوذ .. فيسهل علينا أن نأخذ منهم ما يناسبنا و نرد ما هو غير مناسب .. فاختلاف البيئة الحجازية و البيئة المصرية شديد (من حيث الطبقات الاجتماعية و الثروات و العادات و التقاليد و التحديات و الضغوط الدولية و المذهب الفقهى أيضا بل و طريقة التفكير) كل ذلك يستوجب فتاوى متغايرة تماما بين البلدين
لذلك ألوم على كثير من أقطاب التيار السلفى المصرى عدم مراعاة مثل هذه الفروق .. بل و تمثل هؤلاء الدعاة المصريين بالدعاة و المشايخ الحجازيين فى المذهب و الفتوى بل حتى فى الألفاظ و الشكل الخارجى و فى طريقة التسمية
و بداية الحل هو كما قلت فى تدوينتك .. التغلب على الاعتقاد بأحادية الفكرة .. فذلك أمر يحتاج إلى مرانة و تدريب منا .. بل و تربية ننشئ عليها أولادنا .. فإن النفس تنزع إلى التشبث بالرأى و لو كان مرجوحا
زادك الله من فضله و زاد الود بيننا
و أرجو ألا تنسى أن تدعو لزميلى الباحث عن الحقيقة أن يصل إلينا سالما بعد عودته من الجيش .. فقد تأخر علينا فى خدمته هذه المرة
و عذرا للإطالة
أستاذي وشيخي المفضال والرجل الذي أحب
عصفورنا الشادي أعزه الله
أنا قصدت في العنوان التصدير اللي بيتم من هناك
ومن توابع التصدير الاستيراد
- أنا حاسس اني بقيت بكالورويوس تجارة -
وكلامك حقيقة أطيب من الطيب
فعلا لايجوز حمل الجميع على الراجح من وجهة نظر أحدهم
لأنه قد يكون عنده راجحا وعند غيره مرجوحا لدليل آخر أو اجتهاد آخر ونحو ذلك
بارك الله فيكم
أخي الحبيب الدكتور الحر
أكرمك الله واعزك في الدنيا والاخرة
يااخي الاستاذ البنا ده كان راجل فعلا فاهم فعلا ورائع جدا لما جعل الفهم قبل الاخلاص
الفهم أساس كل شيء
وأعجبتني كلمتك
ففعلا قد يتسبب بعض من يفعل ذلك
في الايحاء بجمود الدين
أنت محق بارك الله لك
أخي الكريم ضاكتور خالد
حياك الله في المدونة ونورتنا أخي الحبيب
أخي الكريم
أتفق معك في النقطة الاولى
فأنا مع الدليل حيث دار
" ان صح الحديث فهو مذهبي "
فاعلبرة بالسنة والشرع وقول السلف
لا غير ذلك
أو ما انضوى تحت لواءهم
وهذا اخي الكريم القول فيه لاخلاف عليه
فلزوم العمل بما ورد ف ياكتاب والسنة واجب
ولكن كلامي هنا
عن المسائل المخلتلف فيها وكلها تدور على خلافات فقهية
أو ما نسميه بالخلاف السائغ
كل له دليله وكل يتمسك به
وعامة الفقه الاسلامي على هذا المنوال
فالاحناف مثلا يتمسكون بالدليل من القران
وغيرهم يتمسك بدليل من السنة
أو مثلا الخلاف الوارد في ركعتي الضحى
هذا اخي الكريم واضرابه مما يكون الخلاف فيه سائغا
ولا يجوز حمل القوم على راي بعينه
مادام كلا الفريقين لم يخالف نصا صريحا أو يخالف مقطوعا به
بل استند في رايه الى أدلة من الشرع
لعلي وان أسهبت أن أكون أوضحت عن مرادي
وكما ذكرت أنت
فالحديث الذي ذكرته قصدت به عين لتلدليل على خلاف التنوع الذي يكون فيه الكلام كله صحيحا
هذا ما عنيته في تدوينتي
وعذرا أخي الكريم
هلا هناك فرق بين الخلاف السائغ وخلاف التنوع
أم هناك سقط في كلامك
"لم ينكر على أحدهما..
أما أن يستشهد به في دائرة الخلاف السائغ...فهذا مما لا يصح -والله أعلم"
لعلك قصدت في دائرة الخلاف غير السائغ
أو أوضحلي بارك الله لك
ختاما أخي الكريم
حقا لكم أسعدني وجودك على صفحات مدونتي
فواصل الزيارة وكن على العهد
وتحيياتي
ابتداءا اود ابداء اعجابي الشديد بصياغتك للموضوع وكتابته .. حتى بغض النظر عن المضمون تملك قلما جذابا ... استثمر ذلك يا غالي
نرجع للموضوع وحقيقه اخذت فكره موضوع اردت الكتابه عنه ... لكنك وفيت وكفيت ...
لكني ارى وازيد عما قلته ان هذا الداء في العامه انفسهم .. صحيح الشيوخ والعلماء هم من اصلوا لمبدأ رأي ولا رأي غيره ..
لكن عامه الامه ارى جهل شديد بأصول الاختلاف وكأن الاختلاف شاذ .. مع انه "ولذلك خلقهم " ...طما قال تعالى في محكم كتابه
تأهيل العامه لتقبل الرأي والرأي الاخر .. وتقويه مبدأ استفت قلبك ... شيئ مهم جدا ..
حدثت بعض النقاشات بيني وبين من ينتجهون هذا النهج ... وكان امامنا من عامه الناس ما اوحى لي بوضوح ... ان امامنا الكثير لتعليم الناس دينهم .. ومن بعده تعليمهم كيف يتعاملون مع دينهم
وسلمت يا غالي
أختي وشقيقتي بورك فيكي
وجزيت خيرا على رفع المعونيات
وهبقى أرد عليكي في البيت
ههههههههههه
مش أختي بقى
اخي صيد الخاطر جزاكم الله خيرا علي هذا الموضوع الجميل احسنت والله
وهذا هو الاصل تعدد الاراء
واحب ان ابدي اعجابي بقوة الكلمات وثقلها في القلب بعد قرائتي لها وربنا يكرمك ويزيدك من فضله
اخوك محمد
ياسلام عليك ولد
احب ان ازيد شئ ربما لم يلتفت اليه البعض
الناظر لحال السعودية يجد انتشار الافكار التكفيرية بصورة كبيرة وكثرة العمليات الارهابية والتخريبية
ولكن لم اسمع من احد تحليل لماذا ينتشر هذا النوع من الجهل باسم العلم والاسلام
تحليلى الشخصى والمتواضع ان ثقافة الراى الواحد (ولا اجد غصاصة ابدا ان قلت ثقافة السلفية الحرفية او النصوصية) هى السبب وقد تتعجبون لما تعلمون من موقف السلفية اساسا من معرضة الحاكم بالكلام فضلا عن الخروج عليه بالسيف
ولكن الحق ان المدقق والناظر يرى ان تاصيل ثقافة الراى الواحد قد اوجد بيئة ترفض الاخر برفضها لراى الاخر وترى انها هى الصواب والاخرين خطأ فكانت هذه هى البيئة الخصبة التى نما عليها فكر التكفير من رفض المجتمع وتكفيرة ونتهى المطاف الى استحلال قتلة
ما اود ان اقولة ان ثقافة الراى الواحد لا تؤذى فقط معتنقها ولا من حولة ولكن تؤذى المجتمع بل تؤذى الاسلام ككل
إرسال تعليق