الثلاثاء، ٢٦ مايو ٢٠٠٩

هل تنضج السلفية المصرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

اود ان اشير الى امور قبل الدخول في الموضوع وهي سبب الكتابة

لاشك ان الحركة السلفية عموما تمثل طورا من اطوار الحراك الاسلامي الموجود على الساحة الاسلامية عموما وعلى االساحة المصرية خصوصا فاثرت ان اكتب هذا المقال بعيدا عن أي انتماء شخصي رغبة مني في ان يطور الاخوة السلفيون من ادائهم – طبعا هذه نظرة مبنية على فكرة التعدد الدعوي على الساحة الاسلامية وطرحتها من قبل في عدة مقالات –

وايضا رغبة مني لان يستفيق اولو الالباب والنهى منهم ليطوروا من ادائهم نفعا للدين وللدعوة عموما.

ولنا كاخوان خصوصا – مهو ده بيخلينا نطور نفسنا اكتر واكتر – وايضا لتصحيح الصورة عن الملتزمين واللحى والاصوليين .. الخ

ايها الاحبة الكرام

سندخل مبااشرة ف يالموضوع بمعنى سندخل مباشرة على الجوانب التي ارى فيها قصور عند الحركة السلفية ..

اول مشكلة قد تقابلك عند دراستك الحركة السلفية هي عدم وجود قيادة موحدة تجمع هذه الحركة تحت امرة رجل واحد او مجلس واحد او قيادة موحدة وهذا حقيقة يعتبر اكبر واهم واخطر عيب في هذه الحركة "الناشئة "

وسنتطرق لهذا الامر عند حديثنا عن جزئية العوائق التي تحول دون اتمام هذا التطوير

جوانب القصور :

الجانب الاجتماعي :

الواقع الاحتماعي للحركة ساتحدث عنه من خلال جانبين الاول : العمل الخيري

وهذا الجانب لهم فيه قدم واثرها طيب لكنها تبقى معوزة الى النظام والتخطيط الجيد والمستقبلي وحقيقة هي لاتعدو ان تكون مجهودات فردية تظهر فيها ابداعات كل فرد منهم على حده

ولو طور هذا الامر الى عمل مؤسسي حتى على الاقل داخل الحركة نفسها والافضل ان يتم التنسيق مع جهات العمل الخيري الاخرى كاخوان او جمعية شرعية

وبعض صور هذا التنسيق موجودة في بعض الاماكن واطلعت على بعض تجارب طيبة في هذا المجال

فالخير كل الخير لو عممت مثل هذه التجربة وغيرها – لان المقصد العام خدمة الدين وتعبيد الناس لرب العالمين

الجانب الثاني :

علاقة الحركة بالعوام والناس عموما

لو نظرنا نظرة متفحصة في هذه الجزئية لوجدنا الحركة انشطرت قسمين فقسم هم القادة والمشايخ

وهؤلاء بوجود القنوات الدينية الجديدة – الناس الرحمة الحكمة .. - ، وسعة افق المشايخ واركز على هذه وفهمهم لابعاد الواقع الذي نعيشه ، وايضا الجذور الاخوانية لدى بعضهم – كما هو مشاهد – يجعل لهم في قلوب العامة قدرا ومنزلة عظيمة حقيقة هي غير مستغلة الاستغلال الامثل من قبل ابناء الحركة انفسهم بل وتهدر في كثير من الاماكن ينبغي ان ينظر لهذه النقطة بعين الاهتمام .. وهي حقيقة لا غبار عليها ونريد منهم الازدياد والمضي قدما فيها

الشطر الثاني : هم الشباب وابناء الحركة عامة واقعهم وسط الناس سيء للغاية الا فيما ندر وهذا حقيقة منشأه امران او ثلاثة الاول طبيعة الشباب وحماسهم وانفعالاتهم القوية تجاه أي شيء يخالف الدين

الثاني : طريقة التربية من المشايخ الصغار بل ولا اكون مبالغا ان قلت ان بعض المشايخ الكبار ينجرون في هذا المسلك فيحملونهم على كره الاخوان ومعاداتهم ويحملونهم على التعامل مع الصوفية بصلافة تصل احيانا الى حد لا يقبل من سوء الادب وقلة الاحترام ،،

وايضا يضاف لهذا طبيعة المنهج الفكري الذي يتربي عليه هؤلاء الشباب حيث انه لايتضمن في أي فقرة من فقراته

مايحث على التعاون وقبول الاخر وهذا مرجعه الاقتباس الشديد من المدرسة السعودية

يكفي هذا في الجانب الاجتماعي J

الجانب السياسي

لاادري حقيقة لماذا الاخوة السلفيون متجنبون للعمل السياسي بدرجة تدعو للاستغرب من "دوافعهم " لهذا الامر

والاعجب ان ترى رجلا بعقل الدكتور ياسر برهامي يبرر الامر بتبريرات لا استسيغها البتة ولا اجد لها في حلقي ممرا كقوله ان السياسة فتنة ونحو ذلك والاستشهاد بحديث " ياعبدالرحمن بن سمرة انك اوتيتها عن مسالة "

فلا يصح هذا الاستشهاد في موطن كهذا - وان كنا نحترم الاختلاف في وجهات النظر واوجه الاستدلال- .

واقع الامر يشهد بان للسلفيين قوة معقولة تقرب من نصف الاخوان بمعنى ان هذه القوة لو استغلت الاستغلال الامثل لحققت نفعا كبيرا

من خلال التعاون مع الاخوان بحكم انهم هم المتصدون لجوانب السياسة من الحركات العاملة اسلاميا او حتى من خلال الاستقلال ببرنامج معين للحركة ونواب معينين لها وممثلين لها يصلحون بها وينفع الله بهم

وان لم يكن فلا يخذلوا الناس عن التعاطي مع الانتخابات – وهذا كان موجودا وقل ولله الحمد –

فارى حقيقة ان التطوير ياتي من قبيل ايجاد برنامج معين للحركة السلفية – والتاصيل موجود للدخول في السياسة – وايجاد اوجه للتعاون مع لاحركات الاخرى كما اسلفت

ايضا ارى ان الاخوة السلفيون لايفيدون من التجربة الكويتية وارى فيها نضجا كبيرا اسهم في دفع عجلة التغيير في الكويت واسماع الصوت الاسلامي من اكثر من ميكروفون – أي اكثر من حركة – للحكام وللشعوب

وحقيقة ارى ان تجربة السلفيين في السعودية –سياسيا – تجربة مهلكة مزلة للاقدام وللاسف ارى خطى المصريين تنحو نحوها من خلال حديث الاخوة السلفيين عن مسالة الطاعة لولي الامر والاستدلال على ذلك وعدم الخروج على الحاكم وكل هذا الكلام الذين يعرفون هم جميعهم انه كلام لايصح ولا يتنزل على هذا الواقع ولايدرون – او يدرون – انهم بذلك يوطدون لظالم او لفاسد ونحو ذلك ..

نقتصر على هذا القدر ونكمل ان شاء الله في الحلقة القادمة

ختاما ارجو الله تعالى ان يتقبل كلامي هذا وان يجعله في موازين حسناتي

هناك ٨ تعليقات:

مشروع انسان يقول...

علقت فى الفيس بوك

خلاص

وياريت لو نعمل جديد
ما رأيك يا رجل

ابو اعصار يقول...

اتمنى ان تسلط الضوء على التعاون اللي تم بين الاخوان والسلفية في انتخابات البحرين

وياليت التعاون هنا بس يلا خلينا ساكتين

وفقك الله دنيا واخرى

ahmed saker يقول...

مشكلة السلفية الحقيقة هي أنهم لا يعترفون بفكر اخر غير فكرهم
كنت أتحث مع أحد أخواني السلفيين ذات مرة عن حرب غزة الأخيرة و بدا غير سعيد بالنصر الذي حققته حماس و هو يقول لي أن حماس هي المخطئة لانها شاركت بالانتخابات ..... وكان يقول لي أيضا كيف يريدو أن ينصرهم الله و هم يذيعون الأناشيد التي بها موسيقى على قناة الأقصى الخاصة بهم؟؟؟؟!!!

انا لا اكره السلفيين بل انني احبهم كثيرا و الله يشهد على ذلك و لكني أتمنى أن يغيروا من طريقة تعاملهم مع الأخر........اذا رأوا أن الاخوان مثلا مخطئون في شيئ فليذهبوا اليهم و يحاورهم بدلا من الكره لهم
أنهم يكادون يكرهون الاخوان أكثر من كرههم للعلمانيين ....... فعلا أنهم لا يرون العدو الحقيقي

دسوقي يقول...

السلام عليكم

بالنسبة لعلاقة الحركة بالعوام فهي قد تطورت في الاونة الاخيرة كثيرا وذلك ليس لان الحركة انفتحت علي الناس كما يتصور البعض ولكن لان هناك انفتاح مجتمعي علي الاسلاميين عموما هناك ايضا احسان للظن بهم مما يجعل السلفيين الدائرين في هذا الحراك ينشئون علاقات مجتمعية متميزة السبب فيما كان من الجمود لم يكن من جانبهم فقط ولكن لما تغيرت ظروف المجتمع حدث التواصل .

اعتقد ان المصارحة والوضوح وعدم اللف والدوران هو مايسبب بعض التوتر في العلاقة مع العوام والواقع يشهد أيضا أن هذا الوضوح عصمهم من الانزلاق في مخالفات عقائدية مثل التكفير وغيره .
المسألة أحيانا بتزيد من شباب الاخوة والملتزمين حديثا وهذا في كل الجماعات ليس السلفيين وحدهم .

أعتقد الظروف السياسية الحالية - من وجهة نظري الشخصية - تعزز الرؤية التي تتبناها الدعوة السلفية كما ورد علي لسان الشيخ ياسر برهامي

أعتقد ان الاخوان قد يرو المقاطعة السياسية احيانا وسيلة ايجابية للمشاركة الفعالة في تغيير فساد قائم وهذا ما يفعله السلفيون لانهم ليسوا بمعزل عن الواقع العام - وان كان بعضهم كذلك - لهم في كل واقعة وحادثة رأي شرعي يقررونه وموقف يرونه لكن لهم حسابات مختلفة عن الاخوان المسلمين

مسألة عدم وجود قيادة موحدة ترجع الي امرين :

أولها أن أحدا لا يستطيع احتكار فهم السلف ومنهج سلف الامة ولسنا كذلك نخرج وندخل غيرنا فيه وانما هي اصول وقواعد من وافقها فقد وافق السلفية بقدر يزيد او ينقص ومن خالفها فهو كذلك
هناك جماعات سلفية انصار السنة , الدعوة السلفية ، احياء التراث ، دعوة الحق كل هذه الجماعات تتبني المنهج السلفي ولا تستطيع احداها اختكار المنهج مع انها تعمل عملا جماعيا منظما يضاهي في بعضها او يفوق التنظيمية الراقية عند الاخوان المسلمين مثلا
مايحير الاخوة هو تعدد اللافتات وهذا مالانستطيع منعه لانه احتكار لايجوز لكن يمكن السعي للتكامل

ثانيا التعامل الامني العنيف مع تجارب العمل الجماعي السلفي المنظم وربما يتهمني البعض بالمبالغة اذا قلت ان المواجهة اعنف احيانا من المواجهة الامنية مع الاخوان لكن هذا واقع أراه كثيرا باعتبار التماس بالحركة السلفية

لو تركز علي فصيل سلفي منتشر وكبير مثل الدعوة السلفية ربما تجد كثيرا من هذه الانتقادات قد تراجعت عنها

لا ينفي هذا سعادتي بفكرك الجميل وادبكم الجم ومقالك المنظم

اكمل بارك الله فيك

تحياتي

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

السلام عليكم

أخي الحبيب قد تكون محقاً في بعض كلمات . ولكن يبقي أن الباقي رؤي شخصية فردية بحتة . وأنت بالطبع لم تحط بما ما تقوم به (الحركة) (الناشئة) من وجهة نظرك

بخصوص مسالة طاعة ولي الامر والخروج عن الحاكم فاحيلك أخي الحبيب وهذا ليس تهكما مني والله لكتب أهل العلم وفعل السلف الذين كانوا يعيشوا في ظل عصور اكثر ظلاما وحكاما اكثر طغيانا ممن يحيون معنا الأن . ولنري ونتعلم منهم كيف يكون الخروج أو اللا خروح و الطاعة او اللا طاعة لولاة الأمور . ولنفهم منهم ومعهم كيف كان فهمهم للنصوص النبوية التي تكلمت عن ولاة الامور والطعاة والخروج

جزاك الله خيرا

محمد عبد الرحمن يقول...

أستاذنا
المشكلة فى وجهة نظرى تكمن فى أن الصعود المتنامي للتيار السلفى ليس نموا حقيقيا بل لأنه نمو سمح به الظرف السياسى والمدعم بتوجهات لا تخفى من دوائر سياسية نافذة وعليه لا توجد فرصة حقيقية للتعاون المنشود بين السلفيين وباقى مكونات المجتمع الفاعلة بمن فيهم الإخوان
أزيدك من الشعر بيتا كما يقولون فإن الحركة السلفية الموجودة على الساحة تحمل إرثا لا يسمح بتعاون مع عدم سلامة الصدور وهو ما لا تخطئه عين متابع ودون الخروج من هذا المأزق جهد ينبغى لفصائل العمل الإسلامى بذله من كافة التوجهات


غير أنى أخالفك الرأى فى إعتبار عدم وجود قيادة موحدة كاريزمية للتيار السلفى كأحد العيوب بل أعتبره ميزة حيث يتيح هذا للدعاة هامشا للحرية فى التحرك كما أنه يعفيهم من تحمل تبعات زلات بعضهم البعض

أما ما يثار من كراهية السلفيين للإخوان فقل مثله عن عكسه ولا أظن أن أحدا ينكر حدوث هذا ولكن هنا يأتى دور القيادات الكبيرة العاقلة التى تستبصر الطريق و تزيل الغبش و يصارحوا الشباب بأن الخلاف لابد أن يثري العمل لا أن يعطله

بارك الله فيك

Aml Ghonaim يقول...

مشكلة التربية على كره المخالف ...
أكبر مشكلة تواجه الاسلاميين في أي مكان !
أواجهها شخصيا غالب الوقت !
ماذا لو نتفق ؟!
أحلم بهذا دااائما ...
بورك قلمك ..

محمد عبدالسلام يقول...

بالرغم من بعض الاختلافات الا ان المقال ممتاز