الثلاثاء، ١١ مارس ٢٠٠٨

يوميات مسافر على الطريق

يوميات مسافر على الطريق
بسم الله الرحمن الرحيم
أكرمني الله وتخرجت من الكلية العام الماضي
واكرمني بتقديم ورقي لمرحلة الدراسات العليا أو ما يسمى بالدبلومة أو مايسمى أيضا بتمهيدي الماجستير
وكان لابد من التحضير في القاهرة لتلافي مشاكل كثيرة منها اداريات في الجامعة ومنها كفاءة اساتذة القاهرة عن غيرهم في الاقاليم خصوصا في تخصصي

الحقيقة ان السفر بمعدل تلات أو اربع ايام في الاسبوع اسافر وارجع في نفس اليوم
فعلا ايها الاخوة سافر ففي الاسفار خمس فوائد تفريج هم وعلم وآداب وصحبة ماجد

لعلي تعلمت من سفري في المرات السابقة – وما زلت – بعض الامور في الحياة
أو لنقل اني رايت من عجائب الدنيا واحوال الناس الكثير الكثير

أقص عليكم بعضها
كنت ذات مرة راكبا القطار من بلدنا الى القاهرة وكنت حاجز في المكيف وفي بنها يركب معنا امناء الشرطة الذين يعملون في القاهرة
الشاهد
أنا كنت راكب في آخر كرسي في العربة والواقفون يقفون في آخر العربة ففتح حديث عن حال البلد وما آلت اليه الامور والاوضاع
فاذا بالامناء يتكلمون وتكلمت قليلا لكني تعمدت الا اكثر لأرى ردة فعل رجل بجواري

واذا به يخفت صوته عند الحديث عن الحكومة خائفا من ان يؤذيه احد من هؤلاء الامناء – مع انهم لابسين ملكي وبعضهم موظفين عاديين – ولكن الخوف الذي توطن في ثثلوب الناس جعل هذا الرجل يخاف ان يتحدث عن الحكومة بسوء فبصراحة مسكته اديته اللي فيه النصيب عن ضرورة عدم الخوف والجهر بالحق ...
وقال ايه عاوزين حال البلد ينصلح


موقف آخر
أيام أزمة الحضري كنت اركب القطار وابتاع جريدة الدستور في الصباح
كل ما واحد يرى معي الجريدة ياخذها ويفتح على الرياضة
لواقفون يتحدثون عن الحضري وكذلك الجالسين ده الحضري هيعملوا فيه دى الحضري هيسووا فيه
حقيقة قلت لنفسي ان ما نحن فيه نحن فعلا نستحقه
الناس والله لا تجد رغيف العيش وهم يتحدثون في الحضري وما الحضري
لا اطالب الجميع ان يتحدث في السياسة لكن هل خلصت قضايا المناس لينشغلوا بهذا اللاعب ..
والله حقا ما يفعل فينا اذ اهتتمنا بالارجل وتركنا العقول

أيضا :
وانا بحجز القطار كان واقف جنبي وحد مستشار بيحجز فالراجل اللي بيقطع المكيف انا اتصاحبت عليه من كثرة كا روح واجي عليه
فبساله بعد ما المستشار مشي عن نظم حجزهم وكده فقالي انا بكتب اسم المستشار وبديله ابونيه أو ورقة صغيرة برقم الكرسي وبجرد الكلام ده كله في دفتر ونبعته لوزراة العدل وهيا تحاسب الهيئة
وللعلم هذا كله يحصل مع سلك النيابة من أول معاون وكيل نيابة
اللي هو بيبقى العيل ابو واحد وعشرين سنة او اتنين وعشرين سنة
قلت في نفسي وانا ارى كل يوم اساتذتي من ياتي الى الكلية محشورا في الاتوبيس أو يأتي مشيا على الاقدام رجاء توفير قيمة المواصلات لأولاده حيث ان الراتب لا يكفى

بينما يستلم تلميذه المتخرج هذا العام وعين في النيابة يستلم نفس مرتب استاذه بل ويفوقه في بعض ميزات فلا كهرباء ولا تليفون
أنا لا اقصد بكلام هذا حقدا طبقيا
ولكن هم يضحك وهم يبكي
أما نشوف الاستاذ بيتعمل فيه كده والتلميذ بيتعمل فيه كده
لا نقول الا
وكم ذا بمصر من المضحكات

موقف آخر وأختم به

وانا أكتب هذا المقال في القطار كان يجلس الى جواري رائد في الجيش فيما يسمى بالتحريات العسكرية
المهم دار بيننا حوار
- للعلم كان مدخله الكورة –
المهم كان بالنسبة لي اول مرة أشوف ظابط بيتكلم في الرئيس او في اداء الحكومة بثقة شديدة من غير خوف
وللعلم انهم من اشد خلق الله خوفا
بل ممكن بيخاف من قريبه ليكون تحريات عنه ؟؟؟؟؟!!!!!!
هذا الرجل كانت خدمته على الحدود على رفح

فحدثني عن بعض المواقف
فقال : مرة وقع عندهم صاروخ قسام .. طبعا لقرب المنطقة جدا من رفح الفلسطينية
لكن بصراحة الجماعة جم تاني يوم واعتذروا على هذا الخطأ

موقف آخر : قال ان اليهود اذا ارادوا ضرب منطقة معينة في رفح او أي منطقة قريبة من الحدود يخبرون المصريين اولا ليبعدوا الجنود من المنطقة

اهم حاجة قالها : كنت بساله هل احتمالية الحرب قائمة
فقالي شوف انا في العشر ايام بتوع رفح دول
أيقنت انه يس هناك من يستطيع ان يتنبا بحرب
قد تقع في أي لحظة

هناك ١٢ تعليقًا:

آفاق الحرية يقول...

اااااااااااااااه
الاول ياعم محمد
هههههههه
ان شاء الله علي طول
المهم
الموضوع جميل ياعم ايه الحلاوة ده
بس انت مستقل بالحضري ولا ايه
ده انت كنت بتشجعه في كاس الامم
مش كده بقي خليك مع الرجل في السراء والضراء
في المشط والمكره

عصفور المدينة يقول...

زودك الله التقوى وغفر ذنبك

من كام أسبوع كدة كنت ماشي ولقيت 2 عساكر ماشيين يطفوا أنوار الشوارع بالنهار ويقولوا حرام المهم فتحنا كلام والله يا محمد سبوا الحكومة واللي جابهاواتكلموا ع الزيت والسكر والعيش وووو

مشروع انسان يقول...

ربنا يكرمك ويكرم فكرك
جزيت خيرا

فعلا الناس اصابها الخوف والرعب
وبقت تمشى جوا الحيط مش جانبه

سبحان الله
ما هى عيشة واحدة والقدر واحد
والرب واحد
ومحدش بيموت قبل اجله
ولا ينجى حذر من قدر

ربنا يهدى ويبصر الناس بنفسها وبربها
جزيت خيرا

محمد عبد الرحمن يقول...

الخوف
اللامبالاة
الأنانية
الجهل بالحقوق
التناحر الفارغ حول التوافه
التعصب المقيت

فكر القطيع

ثغرات تربوية ودعوية
أليس كذلك
لابد للمثقفين من دور فى سد الثغرات

صيد الخاطر يقول...

أخي محمد الحر
الفكرة مش في الحضري ياعم محمد
الفكرة في انه ياخد حجم أكبر من حجمه

صيد الخاطر يقول...

معاهم حق يابشمهندس
الواحد والله بيكلم نفسه

عشان الناس الغلابة دول
والله البلد حالها لايوصف

ولكن
" الله لطيف بعباده "

صيد الخاطر يقول...

تعرف ياخ محمد امام الجيل
ان بعض العلماء بيبصوا للمسالة هنا على انها مخالفة عقدية

وليست بالهينة
ان يكون خوفك من غير خالقك تجاوز حدود المععقول

ammola يقول...

ايه ده؟هو ممنوع دخول النساء واللا ايه؟
مش اى حد بيعرف يستفيد من موضوع السفر فى ناس بتاخدها نوووووووم
احنا ليه بنستغرب لما بنلاقى عمال السلطة بيسبوها ما هم برضة مكويين زيناوالقهر والغلا علينا كلنا.
اقول لحضرتك حاجة كان لنا زميل فى دفعتنا ابوه مستشار وبييجى اوقات يدينا سكاشن زميلنا ده كان يوم ما يتفوق ينجح بمادةدلوقتى عقبال امالتك مسك الدكان مكان باباه وبقى فى السلك القضائى علشان يريح الحاج..الا هى وزارة العدل جاية من الوزر؟

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى يقول...

أحد كتاب الأدب الروس كان بينصح دايما إن الواحد يركب القطار و يركبه فى الدرجة التالتة .. لأنه هايلاقى عدد لا حصر له من الحكايات

أنا متهيألى إنك عندك حكايات من دى كتير ... بجد لو عندك ابقى نزلها فى كذا تدوينة تانى .. عشان بجد على قدر ماهى معبرة.. على قدر ماهى ممتعة

صيد الخاطر يقول...

الاستاذة أمولة
الله يفتح عليك
فعلا شكلها كده جاية من الوزر
وبعدين يعني هو يرضيه انه يسيب الحاج باباه لما يوصل للسبعين يروح للمحكمة لواحده
مينفعش لازم يبقى في شرف استقبال سيادته

أما بالنسبة للحكوممة

فكله بخاف من كله
وكله بيشتم في كله

صيد الخاطر يقول...

أخي م محمد ابن حجر
اكرمك الله ياطيب
والله الواحد فعلا ياما بيشوف في القطارات
والواحد بس مخافة الاطالة لكنت كتبت وكتبت

ولعلي كل فترة أكتب بعض لمواقف

شرفتنا اخي الحبيب

أحمد بلال يقول...

مع تحياتي
khawater-mawakef.blogspot.com