السبت، ١٢ أبريل ٢٠٠٨
تدين الاغنياء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
قبل ان ابدا احب ان اسجل اعتذاري لأخي محمد آفاق الحرية
لأني احسست اني اخطئت في حقه في قصيديتي الماضية
مع انه قعد يضحك والامر كان عبارة عن ضحك وهزار لكن هذا امر اعتلج في صدري فاحببت ان اقوله
تدين الاغنياء
دعاني خالي ذات مرة وانا في المرحلة الثانوية
الى ان اذهب معه الى " الحضرة " والحضرة لمن لايعرف مكان يتجمع فيه الصوفية عند أحدهم يذكرون الله
قد يشوب فعلهم بعض البدع وهذا الغالب
وقد يقتصر على الذكر وقراءة القران
حقيقة مع اني وقتها – كنت متشدد جدا – يعني لو شفت واحدة في الشارع كاشفة شعرها تبقى دي من السافرات الـ ... كفاية كده انتم عارفين الباقي
اللي كان يحلق لحيته يبقى عندي من الفسقة وهكذا
المهم كنت حالة صعبة اوي
ومع تشددي أو لنقل تزمتي الرهيب هذا
قررت ان اغامر لحب الاطلاع وان اذهب وقلت لعلي ارى منكرا فاغيره – ههههههه-
الشاهد اني ذ هبت مع خالي يومها وكان يوم غريب
دخلنا فاذا كل الموجودين من كبارات البلد أو لنقل من الذوات
صورة تانية
من اسبوعين تلاتة
جارنا العزيز رجل فاضل نحسبه على خير ولانزكي على الله تعالى احدا
رجل محب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
دعاني الى عشاء عندهم في بيتهم وقالي هيكون في ناس من الاحباب موجودين ولازم تيجي وهو حقيقة خصني بالدعوة
فرحت
القعدة قلبت ذكر وكلام من بتاع الصوفية وانا قاعد
الشاهد –بس الحمد لله العملية محصلش فيها تخبيط ولاحاجة طلعت في السليم - والذي اريد ان قوله
تعرفنا
فلان الفلاني أكبر تاجرسمك في المحلة
مش عارف مين ... كذا كذا
كذلك لما كنت مع خالي اللي استاذ جامعة واللي مستشار ..
الشاهد
هؤلاء ايها الاحبة يعتبرون في العرف العام متدينون او ملتزمون
لكن أنا اسمي تدينهم هذا تدين الاغنياء
أو مايمكن ان يسمى الالتزام بمفهوم العلمنة
وهي فصل التدين عن حياة الانسان وواقعه وشؤونه كلها
بمعنى
هؤلاء تجد منهم مثلا اللواءات – مع ان الحيش وسلك الداخلية ممنوع عليه انه يظهر أي التزام ديني وده امر مشاهد ..- الا ان كثير منهم من الصوفية – لست اذم في الصوفية ابدا
ولكن الامر صار يلتبس على البعض
فيجعل غاية مايطيع الله تعالى به بعض اوراد يرددها يوميا أو حضرة – فيها من البدع مافيها – يجعلها قربته الى الله تعالى
كل هذا فصل بين الدين والحياة أو ما يسميه ال م محمد عصفور المدينة شيزوفرينيا – اذا ماكنتش مخطئ –
يجعل تدينه وتصدقه امر وتعامله مع الناس امر آخر أو لنقل للثروة حسابات اخرى
وبالمناسبة الدولة تشجع على مثل هذا النحو من التدين
فلاتمنع قياداتها الامنيين من مثل هذا الامر
بل وانظر في كلام المفتي وانت تعرف جيدا حجم التاييد الرهيب لهذا الخط من التدين
انظر لهؤلاء الذين تدينهم بهذا الشكل
تجد منهم أناس في لجنة السياسات بتاع الحزب ..
هؤلاء حينما يكونون في الحضرات يكونون من البكائين – لست اسخر لكن اتعجب –
لكن في غرفة السياسات هم يدمرون البلد باختصار ..
ايها الاحبة ما اريد ان اخلص اليه
ان هكذا تدين ليس خطئا لكنه منقوص وهو يؤدي الى عكس صورة خاطئة تماما عن فكرة الالتزام ويؤدي لى التباس في فهم الدين
والانكى ان يشجعه بعض علماء السلطان
والله تعالى يقول في كتابه " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض "
التزامي بدين الله لابد وان ينعكس على تعاملاتي بالذات " الدين المعاملة "
على حياتي الزوجية حياتي العملية آرائي وافكاري انتمائاتي كل هذا يكون للدين وتابعا للدين
لايخرج عن اطاره
تحديث
فنحن يها الاحبة باختصار امام نوعين من البشر من هؤلاء القوم الذين نهجوا هذا النهج
اولهم : مابدات به الحديث وهم الذين استسهلوا هذا الطريق ووجدوا فيه الانيس الروحي ولم يحبوا مقارعات االاخوان السياسية ولا تعقيدات السلفيين العلمية فاعرضوا عن هؤلاء واولئك ولزموا طريق السلوك
وهؤلاء حقيقة لا اخطؤهم بقدر ما اتهم الفريق الاخر
ولكن ادعوهم لدور اكثر فاعلية في المجتمع عملا باوامر الشرع والدين
لأن الدين جانبين سلوكي - يعني سلوك الروح - ، وعملي احتكاك بالناس ونحو ذلك
اما الفريق الاخر : فهم اولئك الذين يلبسون عباءة الدين يحاولون جاهدين ستر سوئاتهم لكن يابى الله الا ان يعريهم مكشوفين امام خلقه بكذبهم وخداعهم
أولئك الذين يجتزأون من الدين ماتوافق مع اهوائهم
" أفتؤمنون بعض الكتاب وتكفرون ببعض "
جزى الله خيرا اختي شهيدة فهي من نبهتني من خلال تعليقها الى ضرورة ايضاح التقسيمين المذكورين
نتمنى للجميع الصلاح والهداية
هناك ٦ تعليقات:
أخى الحبيب
العجيب فعلا أن التدين يعنى إصطباغ الحياة بتعاليم الدين و الإلتزام يعنى إلتزام المنهج الإيمانى منجهة تنفيذ الأوامر وإجتناب النواهى
فإن كان تعريفى هذا صحيحا فهل بقى لمثل هؤلاء الفصاميين مجال للزعم بأنهم متدينون أو ملتزمون
أنا لا أقصد الحكم بتبديع أو تكفير
لكن كيف يتأتى من متدين أن يعمل طيلة نهاره من أجل تعطيل شريعة رب العالمين ومحاربة أناس يطالبون بالإصلاح ثم يريد منا أن ننسى كل هذا من أحل دميعات يسفكها ليلا ورأسه تهتز طربا مع منشد أو قاص
جميل منك حب الإطلاع وجميل منك أنك أشركتنا هذه التجربة
شقيقي العزيز
كلامك سليم لا غبار عليه .. لكن ايضا ارى للامر وجه اخرى يمكننا تفسير هذه الظاهره بها
بعض الناس هذا طبعه او لنقل هذا ما يمكن ان نقول عليه " يسر له " بالقياس على " كل ميسر لما خلق له " ..
البعض فعلا له ميل للخلوة وعباده الله في مثل هذه الاحوال .. بينما لا يدرك عقله " اظنه من غير عمد " اعني انه لا يدرك ان عليه تعميم الزامه ذاك ..
صوفيته - اذا جازت التسميه - تشبع خواء روحه وحاجتها الروحيه .. بينما لا تتعدى همته ان يضبغ حياته كلها بهذا الثوب البهيج وتلك السعاده التي يجدها في عبادته وحدها ..
هكذا يفكر البعض فعلا .. يشبع بمجرد ان تشبع روحه من تلك الطاقه الروحانيه العاليه ولا ترتقي همته الى مزيد ليشمل جوانب عالمه وما يحيط به
هذا بالنسبه لنقطه من يفصلون التدين عن اعمالهم وحياتهم ..
اما حب التصوف والصوفيه في حد ذاتها كخالي حماه الله وحفظه .. فذاك يقع تحت بند ان الله يسر له التميز في هذا الامر فأخذ به .. وانت يسر الله لك التميز في العلم مثلا فأخذت به .. واخرين يسر الله لهم التميز في الدعوة فأخذوا بها
كل منا له باب يجده اقرب الى الله اذا بلغه ويجد فيه ذاته فمنا من يحب كثره الصلاه عن قراءة القران او الصدقه عن كثره الصيام ...الخ قس على ذلك ما بقي
اما ان يفقه الناس شمول هذا الدين .. فربما ليس عيبا فيهم بأنفسهم .. ربما هي ثقافه ترسخت في الاذهان قل من يدركها واعمل عقله ليصل الى صحيح الفهم لدين الله والمراد منه
اسفه على الاطاله
بوركت
هو بالطبع مفيش ايسر من كده للى عايز دين على مقاسه
روحانيات وبس
بدون اى فروض او التزمات على النفس
ويظن انه بكده بيحقق اللى ربنا عايزه
وبعد كده بره يعمل اللى هوا عايزة
ساعة لقلبك وساعة لربك
واكيد طبعا المفتى وكل علماء السلطة هيشجعوا على التدين المريح الحلو ده
عشان يخدر الشعب اكتر
ويعيش وهم جديد
انه بيرضى ربنا ومبيزعلش الحكومة
السلام عليكم
اولا ياعم محمد جزاكم الله خيرا
ثانيا الموضوع فعلا مهم وجميل
لكن الاجمل العنوان تدين الاغنياء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا قرأت تعليق اختنا شهيدة وانا اؤيدها واوافق عليه
وواضح انك مش بتعيب شئ ولم تذكر بدع اوتيت في هذه الحضرات
كل ما تعيبه هو عدم شمول ذلك لمنهج حياتهم بشكل عام
ولكن عزيزى واستاذي صيد الخاطر
الصوفيه في الاصل سلوك للتقرب الى الله والانس به..ولكن لا يمكن فصله عن الشريعة التي هي الالتزام بما فرضه الله على الناس
واظنك تعلم قول الجنيد والحارث المحاسبي وسليمان الداراني واحمد الحواري وكلهم يشددون ويؤكدون الارتباط بين الصوفية كسلوك روحاني وبين الشريعة ..وكل من خالف الشريعة فهو متهم في سلوكه
ولا تسعفني الذاكرة بمقولة للجنيد فيما معناها ان لا ننخدع بالرجل اذا طار في السماء حتى نرى كيف حاله مع الشرع والعبادات
..........
اعتقد الناس دي اللى هم الاغنياء غير الملتزمين ومع ذلك بيحضروا جلسات صوفيه
فعلا شيزو فرنيا على رأي المهندس عصفور
وانهم عايزين يحققوا التوازن النفسى المفقود فبياخدوا جرعات روحانية مكثفة ..في جلسه واحده علشان تكفيه طول الاسبوع مغرق في ماديته حتى موعد الجلسة او الحضره الجديده
تقبل خالص الشكر والتقدير
أخي الحبيب د محمد
كما قلت واحسنت حقيقة في تعبيرك فصاميين
وبصراحة كلماتك جداجدا رائعة
وبالفعل لايجزيه مايفعله بعباد الله وما يحيكه ضدهم أو ما يؤذي به المسلمين
لايجزيه دمعاته في الحضرات ...
إرسال تعليق